المشاركات الشائعة

الجمعة، أبريل ٢٤، ٢٠٠٩

هل يمكن بناء المدينة الافلاطونية بالمبادئ البهائية

كلما ازدادت عتمة الفتن والفساد في العالم في هذا اليوم والإنسانية مدفوعة استسلامًا نحو هاوية الظلام، كلما تزداد صعوبة إيجاد أي أمر، سواء ديني، أم سياسي أم اجتماعي، يمكن أن يكون خاليًا من "رائحة الفساد".

من جهة أخرى فإن أمر حضرة بهاءالله، الذي ينادي بالاتحاد والألفة بين أمم العالم، يرفض تلقائيًا أية محاولة من قبل أفراد أو جماعات لإفساد نظمه البديع بالتأثير الضار للاختلافات والتفرقة والمشاحنة.

ويصرح حضرة بهاءالله:"يا أهل العالم إن فضل هذا الظهور الأعظم هو أننا محونا من الكتاب كل ما هو سبب الاختلاف والفساد والنفاق وأبقينا كل ما هو علة الألفة والاتحاد والاتفاق نعيمًا للعاملين.

كنا وما زلنا نكرر وصيتنا للأحباء وهي أن يتجنبوا كل ما يُستشم منه رائحة الفساد بل يفروا منه فرارًا. إن العالم منقلب وإن أفكار العباد مختلفة. نسأل الله أن يزينهم بنور عدله ويعرّفهم ما ينفعهم في كل الأحوال إنه هو الغني المتعال."

إن أحد أهم أحكام حضرة بهاءالله هو اجتناب زرع الفتنة والفساد. يشكّل هذا الحكم الأساس الذي تقوم عليها الحياة البهائية وتخص الفرد كما تخص المجتمع. فهو يحمي النفس من الشرور، والمجتمع من الفساد.

إن الذين اعتنقوا دين حضرة بهاءالله، بينما يعاشرون أهل الأديان الأخرى بالمحبة والوفاق، لن يساندوا أو يشاركوا في أي نشاط يتنافى وروح هذا المبدأ من مبادئ دينهم. فكان النع البات لأيّ نوع من التدخّل في النشاطات السياسيّة والحزبيّة في جميع المستويات المحليّة منها والقُطرية والعالميّة. لسببين

اولها ان البهائيّة تَعتبر الحكومة نظامًا لتأمين ترقّي ورخاء الجامعة البشريّة، وإطاعة القوانين المدنيّة من المظاهر المميّزة للدين البهائي.

وايضا لانه قد يصح القول بأن ليس هناك اليوم بين المؤسسات ما هو فاسد كفساد المؤسسات السياسية. ففيها تجد تعبيرًا عن أشر خصائص الإنسان. ذلك لأن
المبدأ المحض الذي يتحكّم في السياسة في هذا اليوم هو المصلحة والمنفعة الذاتية الشخصية والحزبية.
والأدوات والوسائل المستخدمة لتحقيق ذلك، في معظم الحالات، هي الكيد والتنازل عن المبدأ والخداع.
والأثمار التي تنتج عنها هي الخلاف والفتن والدمار. جموعة من ألواح حضرة بهاءالله"، الصفحة 111

ليست هناك تعليقات: