المشاركات الشائعة

السبت، أبريل ١٤، ٢٠٠٧

(حقائق عن البهائية رواية بهائي عربي4 البهائية وفلسطين)

ومن المناسب هنا المرور على حالة مناخ مدينة عكاء في ذلك الزمان، فلقد كانت مدينة قديمة تنتشر فيها الأوساخ والقاذورات الى درجة ان جوّها كان موبوءا بشكل تام. ولقد قيل عنها: أن نتانة رائحتها العفنة تسقط الطير عند طيرانه فوقها. هكذا كانت درجة قذارة هذه المدينة ونتانتها، ولم تبعد السلطات العثمانية حضرة بهاءالله لسجنه داخلها، إلا ليقينها بموته وفنائه فيها، وأنه هالك لا محالة هناك.
كانت الحكومة العثمانية تتخذ مدينة عكاء منفى لعتاة المجرمين وقطاع الطرق، بل وكانت تنقل اليها كل من تشك في ولائه من موظفيها وضباطها العسكريين للتخلص منهم، حيث يهلكون صرعى الأمراض الفتاكة التي تنتشر فيها. فاذا كانت المدينة بهذه القذارة والوساخة والعفونة، فللقارئ الكريم أن يتصور قذارة سجنها وحالته الفظيعة. ولقد خضع البهائيون لهذه الحالة وعايشوا هذا المصير، خاصة وهم يسلمون لأيدي حراس وضباط استلموا أخبار تهم المنفيين والمسجونين قبل وصولهم. وللقارئ أن يتصور أيضا قسوة الحراس والسجانين والقائمين على أمور السجن تجاه مساجين غرباء من غير بلادهم متهمون بالدعوة الى ديانة جديدة بعد الاسلام. فإذا كان المسلمون في هذا القرن يستهجنون ويرفضون ويحاربون هذه الدعوة الإلهية، فلنتصور ما فعله السجانون وأهل المدينة المسلمون بهذه المجموعة من المؤمنين آنذاك، وهم عاجزون بين أيديهم لا حول لهم ولا قوة، ومن دون ناصر أو معين. ففي أول ليلة من وصولهم، أصاب مرض شديد أخوين بهائيين، لم يلبثا أن فارقا الحياة في ذات الليلة، ولم يوافق حراس السجن على دفنهما إلا بعدما أخذا السجادة الوحيدة المفروشة تحت أقدام حضرة بهاءالله ثمنا لذلك، أما بقية المسجونين من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم، فلقد أصابتهم مختلف الأمراض وعانت أجسادهم من آثارها حتى نهاية حياتهم.
كان دخول حضرة بهاءالله الى مدينة عكاء واستقراره في سجنها في نهاية صيف سنة 1868م، بأمر السلطان العثماني عبد العزيز ومن خلفه الشاهنشاه الايراني ناصر الدين شاه، يساندهما رجال المذهبين الشيعي والسني، قد بعث الأمل في قلوب الجميع بفنائه وفناء دعوته. لكن مساعي ومؤامرات كل هؤلاء بائت بالفشل. فبعد مرور سنتين احتاجت الحكومة العثمانية بناء السجن وثكناته لاغراض عسكرية، فأمرت بنقل حضرته وأفراد عائلته من ذلك السجن النتن الى حبس آخر في بيت سكن عادي صغير داخل المدينة، ومنعت عليه الخروج والاختلاط بالسكان، فبقي على هذه الحال فترة سبع سنوات تقريبا، لاقى من مقاطعة السكان وأذاهم ما لا مجال لذكره في هذه العجالة. وخلال تلك السنوات السبع، كان حكام المدينة وولاتها يتباينون في أخلاقهم بين ظالم متعصب قاس شديد، يضيق على المسجونين الخناق ويسعى لظلمهم، وعادل متسامح ودود يخفف من قيود من سبقه. وفي هذا البيت، الذي دعي فيما بعد باسم صاحبه (بيت عبود)، نزل على حضرة بهاءالله، كتاب أحكام شريعته (الأقدس) ومجموعة كبيرة من السور والأحكام والألواح، ومنها خطاباته الى ملوك وسلاطين وأباطرة العالم، فلقد أرسل رسائله الى ملكة انكلترا، والى نابليون الثالث حفيد نابليون الأول، والى امبراطور بروسيا قيصر المانيا، والى السلطان العثماني، وبابا الفاتيكان وقيصر روسيا، يعلن فيها للجميع، أنه رسول الله لهذا الزمان، وأن بظهوره تحققت جميع الوعود الإلهية السابقة على ألسن جميع المرسلين، كما كان من بينها أيضا، لوحه الشهير ورسالته المعروفة بلوح السلطان ناصر الدين شاه، وفيه يطلب من السلطان توفير الفرصة للقاء علماء الدين الاسلامي لاثبات حجته ومباهلتهم، ويترك له الحكم عليه إذا ما فشل في إثبات دعوته أمامهم. لكن رجال الدين رفضوا ذلك بحجة أنه عدو لدود للدولة والأمة، مما دفع السلطان للرد عليهم بمقولته الشهيرة: أن هذا الأمر متعلق بالدين، فما لكم تربطونه بالسياسة وخيانة الدولة!؟
بعد انقضاء حوالي التسع سنوات، وجد حضرة عبد البهاء الابن الأرشد لحضرة بهاءالله الفرصة سانحة لاستئجار بيت واسع خارج أسوار المدينة ليخصصه سكناً لوالده، لكن حضرته امتنع من الانتقال اليه لأنه ما زال سجينا بأمر السلطان ولا يحق له الخروج من بيته او مدينة سجنه. وكان لموافقته أخيرا قصة طريفة اشترك فيها مفتي مدينة عكاء. وبهذا شاهد وبعد مضي هذه المدة الطويلة ولأول مرة خضرة الأشجار والمروج.
بعد مرور حوالي السنتين، انتقل حضرته مرة أخرى الى بيت كبير تحيط به الحدائق الجميلة، ليعيش فيه بقية حياته التي قاربت الخمس عشر عاما، توفي بعدها عن عمر يناهز السابعة والسبعين عاما، فلقد ولد في عام 1817م وتوفي في سنة 1892م، وبهذا فهو رجل يدرك جسده الموت مثل غيره من بقية خلق الله سبحانه وتعالى، ولا حاجة للفرية القائلة بادعائه الالوهية. وبوفاته ترك خلفه من الآثار والمخطوطات والمكاتيب والألواح والرسائل والسور والكتب والأدعية والمناجات، ما يملأ قرابة مائة مجلد باللغتين العربية والفارسية، ما زالت بتمامها وكمالها موجودة ومحفوظة ومبرمجة على أفلام وأجهزة كومبيوتر وسيديهات ومستنسخة وموزعة في قارات الأرض الخمس، كما ترك على كل ورقة منها ختمه وتوقيعه واسمه واضحاً جلياً حفاظا عليها من التحريف والخلط والضياع.
وبهذا نأتي على الغاية من سرد هذه القصة الطويلة نسبيا والتي دامت أحداثها حوالي الثلاثين عاما منذ خروجه منفيا من بغداد سنة 1863م الى وفاته وصعوده الى رب الأرباب في سنة 1892م. فهو لم يأت الى أرض فلسطين برغبته، انما وصلها منفيا مسجونا بأمر أقوى سلطتين مدنيتين اسلاميتين، الدولة القاجارية الفارسية التي تمثل شيعة المسلمين، والدولة العثمانية التي تمثل سنة المسلمين؛ وهنا لا يسعني إلا ان أذكر أن رجال الدين الشيعة المسلمين وبعد سنوات من صعود حضرة بهاءالله، اكتشفوا بعض النبوءات القديمة، وهي تقول: أن أرض فلسطين ستكون في مستقبل الأيام مستقراً للموعود ولصاحب الزمان. فراعهم ما اكتشفوه، وراحوا يطالبون الحكومة العثمانية بمختلف الوسائل والطرق لنقل رفاتيهما من هذه الأرض الى أرض أخرى، لافساد حقانية هذه النبوءة.
ومن الجدير بالذكر أيضا، أن حضرة عبد البهاء الابن الأرشد لحضرة بهاءالله، أبرق الى الباب العالي العثماني فور وفاة والده، يطلب فيها الاذن منها بدفن والده في ذات أرض مسكنه في ضواحي مدينة عكاء، فجاءه الجواب بالموافقة والقبول. فإن دل هذا على شيء، فانما يدل على شدة التزام الابن بطاعة أوامر شريعة والده في ضرورة تطبيق قوانين الحكومة الخاضع لها. والا لكان باستطاعته إجراء مراسم دفن والده من دون طلب أو انتظار أمر الحكومة بذلك. وبهذا يكون مرقد ومقام حضرة بهاءالله قد وجد وأقيم وشيد بأمر وموافقة الحكومة الاسلامية العثمانية. وبما أن هذا القبر والمكان يعتبر مكانا مقدسا بالنسبة للبهائيين بمختلف جنسياتهم في شتى أنحاء العالم، لذلك فليس من العدل اتهام البهائيين العرب بالعمالة لدولة اسرائيل، خاصة وان هذه الدولة قد انشأت وقامت بعد وفاة حضرة بهاءالله بستة وخمسين سنة تقريبا. فما علاقة هذا القبر وهذه النهاية بإنشاء ووجود دولة اسرائيل؟ ولو فرضنا أن الأمة العربية قد انتصرت في حروبها مع اسرائيل واستعادت أرض فلسطين، أفلا يزور البهائيون اليوم مقامه وقبره في فلسطين العربية المحررة وليس المحتلة؟ ثم ما علاقتنا نحن البهائيون العرب بخسارة الحروب العربية؟ ألم تجيش الدول العربية كل جيوشها وتجمع كل قواها لاستعادة هذه الأرض السليبة؟ على القارئ الكريم التحلي بصفة العدل والانصاف ومخافة الله في حكمه.
إضافة لكل هذا، فنحن نشاهد اليوم إقامة بعض الدول العربية لعلاقات دبلوماسية مع اسرائيل عدوتها التقليدية، وصار بامكان مواطني هذه الحكومات العربية زيارة أرض فلسطين، بل ونشاهد الاسرائيليون وهم يمضون إجازاتهم في الأراضي العربية للاستجمام والسياحة. فلماذا لا يتهم من يقوم بزيارة اسرائيل من رعايا الدول العربية، بالعمالة والجاسوسية؟ أليسوا عربا ومسلمين؟ لكن من تعلو صيحاتهم ضد البهائيين ويعلو صراخهم غاضبين مستنكرين عليهم وجود مراقدهم المقدسة وبناياتهم الادارية في اسرائيل، يغمضون عيونهم عن أنفسهم. ومصيبة هؤلاء أنهم لا يعلمون أن بيت العدل الأعظم، وهو أعلى سلطة دينية وروحية عند البهائيين في العالم، موجود حاليا في فلسطين في مدينة حيفا، وانه قد أصدر أمراً حاسما بعدم قيام أي بهائي عربي بزيارة أرض فلسطين، درءاً من اتهامهم بمثل هذه المفتريات. وبذلك لا يوجد على الاطلاق عربي بهائي قد زار فلسطين منذ قيام الدولة الاسرائيلية رغم قيام بقية مواطنيهم بذلك. ومع كل هذه الحيطة والحذر من جانب البهائيين، ما زال هناك بعض الجاهلين بحقيقة الأمور يتهمونهم بذلك.!
إن للبهائيين من أصول عربية او اسلامية حالة ووضعية خاصة ينفردون بها عن غيرهم من بقية بهائيي العالم، فكما قلنا، يمنع عليهم منعا باتا زيارة أرض فلسطين المحتلة، أما اذا تجرأ أحد منهم (رغم أنه لم يسبق وان حصل) وقام برغبته الخاصة بزيارة الأرض المحتلة سراً أو علناً، أو لسبب من الاسباب، إن كان للعمل أو التجارة أو العلاج أو الدراسة او غير ذلك، فمهما كان السبب ضروريا، فلبيت العدل كل الحق في انزال عقوبة فصله وإبعاده عن جامعة البهائيين.
لذا فالبهائي يمتثل لتطبيق أوامر دينه ولا يخالفها، طالما أنه وافق برغبته الخضوع لها. أما إذا لم يشأ الالتزام بها، وأراد مخالفتها، فليس هناك ما يجبره على البقاء. وبهذا لا يعد هناك موجب لبقائه منتسبا لها، ومن السهل عليه الاعلان والتصريح برغبته في الخروج والابتعاد عن جامعته.
ومن الجدير بالذكر أن الديانة البهائية لا تفرض ولا تقضي بأي شروط عند الانضمام اليها، سوى الايمان برسالة حضرة بهاءالله والايمان بجميع الأديان والشرائع السماوية السابقة وبرسلها ومقدساتها. كما أنها لا تفرض أي نوع من الشروط أو العقوبات على من يشاء الخروج منها، فالناس أحرار في اعتناقها او تركها ورفضها والابتعاد عنها.
ويذكرني هذا الموضوع بمسألة امتناع البهائيين عن حمل السلاح أو القتال، وهي تهمة طالما سمعنا بها. في الحقيقة أن هناك فرق كبير بين الحالتين، التبس أمرهما حتى على بعض البهائيين العرب. فالأوامر البهائية تمنع البهائي من حمل السلاح الشخصي أو الاحتفاظ به في بيته أو استعماله للدفاع عن نفسه أو أخذ حقه بيده، وتأمره باللجوء الى السلطات ومراكز الشرطة لرد الظلم عنه حفاظا على النظام العام لبلده. أما إذا صدر الأمر من حكومته بضرورة حمل السلاح للدفاع عن وطنه، فهنا يكون من واجبه الوطني والديني المشاركة الفعلية في حماية وطنه، خاصة وحضرة عبد البهاء يتفضل في هذا الخصوص: كل خيانة تغتفر إلا خيانة الوطن. أما اذا اعترض أحد، وقال أن هناك من البهائيين من يؤكد بعدم حمل السلاح والقتال لحماية الوطن، فهذا الرأي يعتبر من الآراء الخاطئة للبعض منهم، ويجانب الصواب والأدبيات والأوامر البهائية. ومرجع هذا الرأي الخاطئ، هو ندرة وقلة الأدبيات والكتب البهائية المتوفرة بين أيدي العرب منهم، وذلك بسبب كثرة ما صودر وأحرق منها من قبل بعض الحكومات العربية في العراق ومصر وسوريا وغيرها، وبهذه المصادرة للآثار البهائية، وللضغوط القسرية المشددة من قبل بعض الحكومات العربية تجاه نشاطهم وما فرضته من قيود لعزلهم عن بقية الجامعات البهائية في العالم، ونتيجة لإصدار القرارات الحكومية التي تهددهم بالاعدام أو السجن المؤبد اذا ما ثبت عليهم أي نشاط بهائي، كالتبليغ أو النشر، كل هذا وغيره سبب بين البهائيين شحة في الوصول وقلة في الاطلاع على دقائق أوامر دينهم، وبذلك لا يستبعد أن يختلف البهائيون العرب في رأي أو معلومة دقيقة، أو أن يقول أحدهم برأي خاطئ. وأكبر دليل على ذلك، ما حصل في الحرب العراقية الايرانية. فعندما نشبت هذه الحرب، ساهم الشباب والرجال البهائيون في هذه الحرب على الجانبين، وحملوا السلاح وقاتلوا، بل وقتل عدد منهم ما زلت أذكر أسمائهم حتى اليوم باعتبارهم كانوا رفاق طفولتي ومن جيلي وفي سني تقريبا. أما النقطة المهمة التي يجب توضيحها في هذه المسألة، فهي أن على البهائي عندما يفرض عليه الواجب الوطني المشاركة في القتال وحمل السلاح واطلاق النار لحماية وطنه، أن يحاول جاهداً توضيح مبادئه الداعية للسلام وعدم القتال، ويطلب من الضابط المسؤول عنه إعفائه من القتال أو حمل السلاح ونقله الى أي موقع آخر في الخطوط الخلفية، كقسم الطبابة أو الهندسة أو المطابخ أو النقليات أو غير ذلك من المواقع البعيدة عن القتال، فإذا لم يقتنع الضابط المسؤول برأي البهائي، وأصر على مشاركته في القتال، فلا يجب عليه سوى حمل السلاح والقتال من دون مجادلة.
أما عن فرية مساندة الامبراطورية البريطانية للديانة البهائية وزرعها داخل الجسد العربي والاسلامي، فلهذه التهمة قصة أخرى نختصرها بالتالي: في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، كانت أحوال العالم تنذر بنشوب حرب عالمية، ولفطنة حضرة عبد البهاء وذكائه، أدرك أن أحوال الناس في فلسطين العربية ستسوء وأن طرق السفر والاتصالات ستنقطع. ولقـد حصل ذلك بالفعل، فلم تمض أشهر معدودة على نشوب الحرب العالمية، حتى وقع أهل فلسطين في كرب وبلاء وجوع، وشحت موارد الطعام وجاعت الناس وساءت أحوالهم وعمَّ الكساد والقحط بين الجميع. لكن حضرة عبد البهاء كان قد احتاط لذلك من قبل، حيث أوصى البهائيين في فلسطين بتخزين حبوب القمح والشعير وبكميات كبيرة جدا في مخازن حفرت في أراضيهم بطريقة فنية أبقتها سليمة وبحالة جيدة لسنين طويلة. وعندما جاعت الناس وراحوا يبحثون عن الطعام في كل مكان، بدأ حضرته في تنظيم عملية توزيع هذه المخزونات الغذائية على المحتاجين والفقراء طوال فترة الحرب، مما ساعد في المحافظة على حياة العوائل والأطفـال وإبقائهم على قيد الحياة، وبما أن أرض فلسطين وقعت تحت الحكم البريطاني بعدما انسحب الجيوش العثمانية منها، فلقد شاهد البريطانيون طوال فترة الحرب، ما كان يفعله البهائيون بقيادة حضرة عبد البهاء من مساعدة للاهالي بمختلف أديانهم في سد جوع بطونهم، ومكافأة لهذه الأعمـال الانسانية الطيبة التي عرف بها شعب فلسطين في طول البلاد وعرضها، والتي تأمر بها جميع الشرائع السماوية، قدمت الحكومة البريطانية لحضرته كامل الاحترام والتقدير بعد انتهاء سنين الحرب، حتى أن القائد البريطاني في فلسطين آنذاك، أوصى حكومته بتقليده لقب فارس (سير)، وكان له ذلك، إلا أن حضرته لم يستعمل هذا اللقب أبدا، بل ولا يعرف بعض البهائيين بهذا الأمر. فهل كانت أعمال حضرة عبد البهاء تقتضي مكافئته بغير هذا؟ أم العكس؟
ومن التهم والمفتريات الخطيرة الأخرى، تهمة إرسال الأموال الى دولة اسرائيل. وهذه تهمة لو صحت وثبتت على أحد منا، لما عاش أكثر من دقائق قليلة. فما قصة هذه الأموال ومن الذي يرسلها ومن يستلمها وكيف يحصل ذلك، وهل لهذا الموضوع أصل أو وجود؟
يعلم جميع الموحدين في الأرض، أن الله سبحانه وتعالى، شرّع في جميع كتبه وشرائعه المنزلة، حكم حقوق الله وحكم الزكاة والتبرعات والأوقاف والتكافل ومساعدة الفقراء، ولم يخل دين من الأديان السماوية ولا شريعة من الشرائع الربانية، إلا وكان فيهما هذا الواجب الانساني والحكم الإلهي. ومن المعلوم أن الشريعة الاسلامية لم تستثن من هذا الحكم، فنجده واضحا صريحا في نصوص آياتها وسنتها. وعندما نعلم ان رجال الدين في أكبر مذهبين في الديانة الاسلامية، وهما المذهب الشيعي ومقره الروحاني والاداري في مدينة النجف الأشرف في العراق، والمذهب السني ومقره الروحاني والاداري في الأزهر الشريف في مصر، يستلمان فريضة الخمس على الأرباح والزكاة من أموال المسلمين وما يقدم من تبرعات باسم الدين والشرع. فهل يمكن الإدعاء أو اتهام أتباع المذهبين في جميع دول العالم على أنهم عملاء للعراق أو لمصر، وزجهم في السجون ومنعهم من إرسال زكاتهم وتبرعاتهم؟
وهناك مثال آخر، فمن المعلوم أن المرجع الأعلى لغالبية النصارى، قائم في كنيسة الفاتيكان داخل مدينة روما في ايطاليا، فهل يمكن اتهام العرب النصارى بالعمالة والجاسوسية لايطاليا، بل هل يجوز لبقية دول العالم اتهام مواطنيها بالعمالة الى هذه الدولة؟ ولماذا لا توجه السلطة الأمريكية او الانكليزية أو المصرية أو العراقية الى مواطنيها النصارى تهمة العمالة الى هذا البلد الأجنبي؟

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

يا سلام يعني البهاء عرف كده بذكائة ان لما يحصل حرب الطرق هتنقطع و الاحوال هتدهور يا سلام على الذكاء و النباهه تصدق ان ما كنتش اعرف و عمل انفاق بطريقه مخصوصة علشان تحفظ الاكل اية الحلوه دي بس لازم دا كان و اخد دكتواره في هندسة الانفاق و عجبي على الناس لما عقلها بينام و يبقى المفروض تتركب و يعلقولها لاجام مع تحياتي للسيد المهندس عبد البهاء النصاب

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

طبعا الجهل مش عيب
ولكن ان يصاحب الجهل عدم ثقة بالنفس فنكذب كل مانقراءه حتى بدون تحري للحقيقة
فعلا انما الجهل لحجاب عظيم عن الوصل للمعرفه
اتمنى ان تبحث ياسيدي بدلا من القاء الاتهامات

الباحث في البهائية يقول...

ممكن تعرفنا على الفرق البهائية وسبب اختلافهم ؟