المشاركات الشائعة

الثلاثاء، أبريل ٠٣، ٢٠٠٧

حقائق عن البهائية رواية بهائي عربي 2(بعض التهم الجائره)

كان هناك شرط مقرون بأمر الإفراج عن حضرة بهاءالله، وهو حتمية تركه الأراضي الايرانية مجبرا منفيا والمغادرة الى بلد آخر، وهنا عرضت عليه السفارة الروسية حال سماعها بالحكم، اللجوء الى دولة روسيا والتمتع بجنسيتها. لكن حضرة بهاءالله، فضل بحكمته البالغة التوجه الى أرض العراق العربي، رغم شدة مرضه جراء ما عاناه من تعب وارهاق شديدين ومكوثه في ذلك الجو الموبوء في تلك الحفرة النتنة. فلم يمض أكثر من شهر على إطلاق سراحه المشروط، حتى غادر أرض ايران في شتاء عامي 1852-1853م القارس البرد وهو بصحبة أفراد عائلته متوجها الى العراق الذي كان خاضعا آنذاك لحكم الدولة العثمانية، وبذلك نجى من قتل محقق رغم تضافر جهود السلطتين المدنية والدينية على محوه وفناءه.
هذا جواب مختصر تجاه أمر التهمة الموجهة ضد حضرة بهاءالله وأتباعه البهائيين بخصوص مساعدة الامبراطورية الروسية لهما، وليصدق من يصدق وليكذب من يشاء، فسجلات التاريخ الايراني وكتب التاريخ البهائية تشهد بصحة هذه الواقعة.
وهناك تهمة بغيضة أخرى تقول أن حضرة علي محمد الباب وحضرة بهاءالله، كانا قد درسا الى مستويات تعليمية عالية، ودليل ذلك كثرة كتبهما باللغتين العربية والفارسية. ومن الجدير بالذكر هنا أن نتذكر أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وسيدنا المسيح(ع) ومن ظهر قبلهما من الرسل الكرام، كانوا أميين لا يحسنون القراءة أو الكتابة، فلماذا نستنكر على هذين الرسولين الكريمين صفة الأمية؟
ونسمع كذلك بين الفينة والأخرى، أن كتابات وتعاليم البهائية مزيج من تعاليم الأديان القديمة وخاصة الديانة الاسلامية، وهذا ليس أمراً مستغرباً أو بالجديد على الشرائع الإلهية السابقة، فما زلنا نسمع حتى اليوم، وحتى من بعض المثقفين المسلمين، أن سيدنا محمد(ص) كان يعرف القراءة والكتابة، هذا بالإضافة الى ما قيل عن تعلمه على يد بعض أحبار اليهود أو النصراني مثل ورقة بن نوفل، أو اكتسابه بعض المعارف والعلوم من خلال سفراته التجارية التي قام بها الى الشام أو ربما الى اليمن عندما كان صغير السن. كما أن هناك نسبة من المتعلمين العرب في هذا اليوم، لا يؤمنون بأميته ويرفضون تصديق ذلك بعدما ثبتت قدرته الاعجازية العظيمة على القيادة المتميزة لأتباعه وتحويلهم من شراذم متفرقة الى أمة ذات شأن عظيم، ونشره لمبادئ سامية بين أقوام لم يكونوا يعرفون من دنياهم غير جمع المال ومعاقرة الخمر والنساء والتطاحن والغزوات، بحيث جعل منهم وخلال بضعة سنوات أمة تفتخر بتعاليمها الانسانية والسماوية بين بقية الأمم، وخير دليل على بطلان هذه التهمة تجاه سيد المرسلين، وأقصد بها اقتباسه معلومات عن بقية الأديان والأمم القديمة، ما يقرأ في القرآن الكريم عن قصة سيدنا عيسى(ع) المخالفة بتفاصيلها لما تناقله وحفظه النصارى عن تاريخ رسولهم لأكثر من ستة قرون، حيث يقول النصارى بحصول عملية الصلب، بينما يقول القرآن الكريم بغير ذلك، فلو كان سيدنا محمد(ص) قد اقتبس معلوماته من النصارى، لكان أيدهم فيما يقولونه عن حادثة الصلب، هذا بالإضافة الى ما جاء في القرآن الكريم من قصص الأنبياء القدامى التي تختلف في بعض جوانبها عما ورد في التوراة القديم. لذلك فهذه التهمة (تهمة الاقتباس) من الكتب السماوية او الوضعية السابقة أو من تاريخ الأمم القديمة وتراثها، هي تهمة لم يسلم منها بقية الرسل والأنبياء عموما، فلماذا يسلم منها حضرة بهاءالله؟ أما اذا تذكرنا شريعة الانجيل وعلمنا أنها خالية من الأحكام الوضعية واقتصار تعاليمها على الأمور الروحية والأخلاقية وبالتالي اعتماد النصارى في تمشية أمور مجتمعاتهم على الشريعة السابقة (أحكام التوراة)، لوجدنا أن هذه التهمة تنطبق انطباقا تاما على سيدنا عيسى(ع). فهل يمكن اتهامه بأنه ليس رسولا من عند الله، وقد صدق دعوته القرآن الكريم فيما بعد؟ أم هل يمكن القول ان دين النصرانية ليس دينا سماويا كاملا من عند الله لافتقاره الى أحكام الشريعة؟ استغفر الله.
لكننا لو علمنا أن الشرائع السماوية هي بمثابة مناهج دراسية تربوية روحانية كما هو الحال مع المناهج المدرسية التعليمية، وأن كل شريعة منها تكمل سابقتها وتجهز أتباعها لاستقبال الشريعة التالية لها، لكان هذا التساؤل والاستغراب قد زال من عقول الكثيرين. فالتلميذ او الطالب لا يحتاج الى دراسة مواد مناهج سنته الدراسية السابقة مرة أخرى بعد نجاحه، بل يستند الى ما سبق وتعلمه منها، وما عليه إلا دراسة وحفظ منهج السنة التالية ليستمر في مسعاه وتقدمه، ولا يوجد عاقل يقبل بالعودة الى الوراء بدلا من التقدم. لذلك فلا غرابة أن تستمد الشريعة النصرانية بعض تعاليمها من شريعة التوراة، أو تستمد شريعة البابية أو البهائية من شريعة الاسلام، لأنها شرائع سماوية مكملة لبعضها البعض. بل والأغرب من كل هذا أن تبقي شريعة الاسلام على بعض العادات والتقاليد لأمة العرب وقد كانوا مشركين، وتقوم بتثبيتها في السنة الشريفة وفي القرآن الكريم، فيطبقها المسلمون ويعملون بها حتى هذا اليوم. ففريضة الحج الى مكة المكرمة على سبيل المثال، هي من شعائر عرب الجاهلية، والتقويم القمري والأشهر الحرم كان معمولا بهما بين العرب قبل ظهور الاسلام، فهل يتجرأ أحد على اتهام الشريعة الاسلامية أنها ليست كاملة لاقتباسها من عادات وتقاليد عرب الجاهلية الكافرين؟
هذا بالإضافة الى أننا لو دققنا في أحكام وتعاليم جميع الشرائع السماوية وحتى الشرق آسيوية غير المعترف بها من قبل غالبية المسلمين، نجد بينها عوامل مشتركة ثابتة لا تتغير، فعلى سبيل المثال، دعت جميعها وتدعو الى مبادئ الشرف والعفة والصدق وتحث أتباعها على المحبة والتعاون والتآلف وصلة الرحم ونشر العدل والانصاف والخير بين الناس. فهل تختلف تعاليم الديانتين البابية أو البهائية عن غيرها من بقية الأديان السماوية السابقة في مثل هذه المبادئ السامية؟ إذن لماذا تتهمان بالاقتباس من غيرهما، بينما تتفق جميع الشرائع السماوية فيما بينها على هذه التعاليم السامية، سابقها مع لاحقها، ولاحقها مع سابقها؟
وهناك من يتهم حضرة السيد الباب (علي محمد) بالجنون، ويقولون عنه أنه كان يقضي ليله ونهاره في الصلاة والتعبد في المسجد وفوق سطح منزله تحت أشعة الشمس المحرقة في أيام الصيف الحارة في مدينة بوشهر الساحلية أو في مسقط رأسه مدينة شيراز. والحقيقة أن نسل هذا الرسول الشاب ينحدر من سلالة العترة النبوية الطاهرة الشريفة، فوالدته من نسل الامام الحسن، بينما ينحدر والده من نسل الامام الحسين، لذلك كان يرتدي حسب التقاليد الاسلامية في المذهب الشيعي، عمامة خضراء فوق رأسه للدلالة على نسل والده الشريف، ويشد على وسطه حزام قماش أخضر اللون للدلالة على نسل والدته المحترم. ولقد كان هذا الشاب مشهوراً بين الناس بالتقوى والورع وكثرة التعبد والصلاة وحسن السيرة والسلوك الى بعد الحدود رغم صغر سنه، لكن الناس ـ وهذا ديدنهم ـ انقلبوا عليه وقاموا ضده وعاملوه بالاستهانة والاستخفاف والتقريح والتجريح، وبالضرب والحبس والسجن وبالاعتداء والاضطهاد والتعذيب الى درجة أنه أمضى سنوات دعوته الست، من 1844م الى 1850م، أي ما يقابلها في التقويم الهجري 1260هـ ـ 1266هـ، بين جدران السجون الايرانية المظلمة القاسية المشيدة على قمم الجبال الوعرة الى أن حكم عليه رجال الدين ورجال السياسة الايرانيين بالاعدام رمياً بالرصاص في مدينة تبريز.
ويا عجبي.. فعندما يتعبد الناس ربهم ويتظاهرون بالورع والتقوى، يعتبرون من مظاهر التقوى والايمان طالما انهم على دين آبائهم، لكنهم يوصمون بالمغالاة والجنون والعته حالما يدعون الى أمر جديد يستهجنه قومهم! وطالما أن تهمة الجنون قد ألصقت بغالبية رسل الله وأنبياءه، ولم يسلم منها حتى سيدنا محمد(ص)، وكان يثبت العكس على الدوام، فلا شك عندي أنه في مستقبل الأيام، بل وفي هذه الأيام، نجد أن أتباع هذا الرسول الشاب الشهيد المظلوم الذين يعدون بالملايين ومن مختلف جنسيات شعوب الأرض، يؤمنون بقوة عقله وعبقريته وقدسية شخصيته ونبل أخلاقه وعلو شأن تعاليمه وعظمة تضحيته في سبيل دينه وسبيل من بشَّر به. ويكفي المسلمين فخراً أن كل مؤمن بحضرة بهاءالله من الأديان السماوية، عليه أن يعترف ويؤمن بأحقية الرسول محمد بن عبد الله، صلاة الله وسلامه والملائكة أجمعين عليه وعلى آله وصحبه الكرام، وإلا فلن يقبل ضمن جامعته البهائية أبداً.
أن تهمة الجنون التي اتهم بها كل من السيد الباب وحضرة بهاءالله، لم تقتصر عليهما فقط، فهذه آيات القرآن الكريم تشهد بصريح عباراتها أنها تهمة لم يسلم منها غالبية رسل الله وأنبياءه، فبعدما يكونوا محط احترام وتقدير ومحبة أهليهم وذويهم والمحيطين بهم، تتغير الأمور وتتبدل على العكس تماما حالما ينزل عليهم الأمر الإلهي بإعلان دعواتهم، فينقلب الاحترام الى تحقير والمحبة الى كراهية والثقة الى شك وتتبدل الوجوه البشوشة لتنضح بالكراهية والحقد، وتتحول التحية والسلام الى سباب وشتائم حتى يصل الأمر في النهاية الى محاولات الاعتداء على حياة هؤلاء الرجال المقدسين. لكن كل هذا العداء وما يسجله التاريخ البشري من ممارسات سلبية، ينسى ويدفن بين أوراق التاريخ فيما بعد، ويتحول الى احترام وتقدير ودعاية موافقة مؤيدة، وتبذل النفوس والنفائس في سبيل إعلاء شأن دعواتهم حالما يبدأ دخول الناس في أديان الله أفواجا.
من الغريب أن نسمع أو نقرأ أن كل من قام ضد كل رسول في كل زمان ليكذبه ويخالفه ويحاربه، هم من كبار القوم وسادتهم والقائمين على تدبير أمور الناس الدينية والدنيوية. نعم، فهذا أمر مميز واضح، فإذا عدنا بالتاريخ الى أزمان ظهور رسل الله وأنبيائه، نجد تأييدا صريحا لذلك، ومن أكبر الأدلة ما ورد في القرآن الكريم في الآية المباركة (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)(سورة هود، الآية27)، وهذا يعني بالبداهة، أن المتكلمين هم كبار القوم، فهذا نوح وهذا صالح وذاك ابراهيم وغيرهم العديدين، لم يتبعهم إلا أراذل القوم وعبيدهم وفقرائهم. لكن لماذا نذهب بعيدا في عمق تاريخ الأديان والشرائع، ولنا في دعوة السيد المسيح(ع) أقرب مثال على ذلك؟ إذ لم يقم على معارضته وتعذيبه وتكذيبه والسخرية منه، إلا رجال الدين اليهودي وعلى رأسهم قيافا كبير قضاة الأمة يسانده كبير الأحبار حنان حامي حمى الشريعة اليهودية. ومن المعلوم ان أتباع كل ديانة يسلمون زمام أمور دينهم في أيدي رؤسائهم ويتبعونهم في كل ما يأمرون به، إذ من المفروض أن يكون هؤلاء مدركين لأحكام شريعتهم اكثر من أتباعهم. وبهذا فالاتباع لا يقدمون على ممارسة شؤون حياتهم وأمورهم الدينية إلا باستشارة رجال دينهم، فإذا حكموا بأمر من الأمور، أجراه الأتباع بحذافيره وبدقة تامة لدرجة انهم يتفاخرون بنسبة هذا العمل أو الحكم الى رجال دينهم الكبار. لذلك فعندما حكم قيافا وحنان بكذب وجنون وجاهلية سيدنا المسيح(ع)، لم يجد أتباعهم بدا من موافقتهم والعمل بما أمروا به من أفعال مشينة بحق ذلك الرسول الشاب. واليوم وجدنا أن السيد المسيح(ع) كان رسول حق من عند الله سبحانه وتعالى، ولا يؤمن النصارى بصدق دعوته فقط، بل والمسلمون كذلك، واتضح أن أولئك الأحبار الكبار رغم سعة علومهم وحكمتهم وكثرة قراءتهم قد ارتكبوا أكبر إثم يرتكبه انسان يدعي الدين والايمان، ألا وهو اضطهاد وتعذيب رسول مقدس من عند الله. فأين كانت عقول وألباب رجال الدين أولئك؟ ألا نخاف من تكرار ذات الذنب مرة أخرى؟ فهذا بهاءالله يدعو الناس الى توحيد عبادة الله سبحانه وتعالى والعودة الى الايمان مثلما فعل جميع رسل الله، ويضع الأحكام والقوانين الكفيلة بتوحيد الجنس البشري ونشر المحبة والسلام بينهم، وينظم عملية تحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية بين شعوب الأرض، ويقلص الفوارق الشاسعة بين طبقتي الفقراء والأغنياء، ويضع أسس الضرائب على الموارد التجارية والصناعية والزراعية وعلى الأغنياء بحيث يمكن تقليص الفوارق الاجتماعية بين الناس، وينزل الآيات والكتب في سبيل تعليم البشر مختلف الآداب والعلوم، ويفرض التعليم الاجباري، ويدعو البشرية الى اختيار أو اختراع لغة عالمية الى جانب لغاتهم الأم لتساعد في توحيد الأمم للاستفادة من تراث الشعوب وتكاتفها في تقدم الجنس البشري، ويعطي المرأة حقوق أفضل من ذي قبل ويساويها بحقوق الرجل في الإرث، ويضع أسسا جديدة لمجتمعات إنسانية أفضل، ويدعو الى ضرورة استعمال العقل والمنطق السليم في تدقيق الأمور والمسائل، والى رفض التقليد الأعمى دون تحقق؛ فهل هذه المبادئ والأحكام السامية تخالف مبادئ الانسانية أو المبادئ السماوية، أم تعلي من شأنها؟ أنصفوا بالله عليكم.
ثم نأتي على ما جرى من اضطهاد وتعذيب ومعارضة لرسول الله وسيد المرسلين محمد بن عبد الله صلاة الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الكرام أجمعين، لنجد ان من قام ضده في بداية سنين دعوته هم أهله وأفراد عشيرته وعلى رأسهم عمه أخ أبيه أبو الحكم الذي كان مشهورا بين الناس بحكمته ورجاحة عقله لدرجة أن كانت تأتيه العشائر والقبائل العربية من مسافات بعيدة قاطعة الفيافي والصحارى والوديان ليحكم فيما نشب بينهم من مشاكل كبيرة معقدة. لكنه وبمجرد أن كذب الرسول الكريم وخالفه في دعواه الصادقة، عكس سيدنا محمد(ص) لقبه الى العكس من ذلك، وأعطاه لقب أبا جهل، وما كان هذا اللقب إلا لعجزه في تمييز دعوة الاسلام الحق، ثم ما كان من اتهاماته المجحفة لسيدنا محمد(ص) بالكذب والجنون والعته ومحاولته الاعتداء على حياته وتآمره على المسلمين وهم ثلة قليلة والاشتراك في مقاطعتهم وحبسهم في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات مانعين عنهم الطعام والشراب. ثم اضطرار الرسول الكريم للهجرة من مدينته ومسقط رأسه الى المدينة المنورة للجوء والاحتماء بقوم غير قومه. ثم ما حصل من تجييش للجيوش ورص للصفوف لمحاربة دعوته ومحاولة قتله وأتباعه والقضاء التام على دعوته. لكن الذي حصل فيما بعد أن انتصر دين الاسلام بين العرب وغيرهم من بقية الأقوام تحقيقا لقوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)(سورة النساء، الآية 64)، فإذا بالقبائل والجموع العربية تعود لتنقلب رأسا على عقب لتحارب أعداء الدين الاسلامي ولتفدي نفوسها في سبيل انتشاره. فهل كانت هذه المعارضة الرهيبة القوية من أمة العرب ضد الدعوة الاسلامية عند ولادتها، دليل الحق والحقيقة؟ كلا والله، فلقد أظهر الله أمره ونشر دينه ونصره على كل من عارضه.
إن أسباب المعارضة وكيل التهم المغرضة الفاسدة، عديدة لا تنتهي ولا يمكن حصرها في كتاب صغير، فلو تتبعنا تاريخ الأديان السماوية، لن نجد ديناً من أديان الله ظهر دون معارضة أو تكذيب، فمن عادة الانسان ومنذ القدم استهجان ورفض كل ما هو جديد مهما بدت الفكرة سليمة والعقيدة سامية؛ لكنه مع مرور الوقت، يكتشف خطأه ويعود أدراجه ليهدأ ويغير رأيه؛ ثم لينسب الى ما سبق وعارضه وقام ضده، أسمى الصفات، ويقدم له أعظم آيات التبجيل والاحترام، بل وليدافع عن فكره ومعتقده الجديد الى درجة فداء نفسه وأولاده في سبيله.
ومن بين التهم الأخرى، مجهولية أتباع الديانة البهائية وعدم شغلهم مناصب مميزة أو مرموقة بين قومهم. وهذه تهمة تبدو ساذجة بعض الشيء، لأن القياس المعمول به في هذا اليوم، هي المناصب السياسية او الدينية، وبما أن الديانة البهائية تمنع وتحرم على أتباعها التدخل في الأمور السياسية وبضرورة تنفيذهم لأوامر حكوماتهم بعدم ممارسة شعائر دينهم علنا او نشر دينهم بين العامة. لذلك لا يظهر منهم من يشغل منصبا سياسياً مرموقا بين أفراد المجتمع. لكنهم ومع كل تضييق الخناق هذا، يأخذون فرصهم المدنية والاجتماعية، فنجد بينهم الأطباء والأساتذة والمعلمين والمهندسين والفنيين والعلماء وأصحاب الحرف والتجار وكل ما يفرزه المجتمع من حرف وأعمال مفيدة.
وبمناسبة مجهولية عقائد البهائيين في المجتمعات الاسلامية، نسمع بين الحين والآخر من يتهمهم وشريعتهم بعدم وجود المحرمات في دينهم، وتعلو بعض أصوات الجاهلين بحقيقتهم، لتطلق حمم الاتهامات بحقهم في قلة الأخلاق وممارسة الزواج أو الرذيلة بين أقرب أقربائهم وبين أفراد عوائلهم وكأنهم يعيشون منعزلين في جزر نائية وسط المحيطات أو في كواكب أخرى، ولا يعيشون وسط هذا المجتمع العربي الاسلامي شديد التحفظ. ولكني أتساءل مع نفسي، ألا يكون لهذه العلاقات المحرمة في النهاية نتائج فاضحة تكشفها مع مرور الوقت؟ ألا يحتاج البهائي الى إثبات بنوته وأبوته في سجلات الدولة الرسمية؟ ألا تصدر من تلميذ أو طفل بهائي صغير لأقرانه او زملائه او أولاد محلته وجيرانه أو لمعلمته التي تتلصص وتنبش وتبحث بين طيات أحوال العوائل البهائية وبيوتهم، كلمة او إشارة تؤيد ما يتهمون به خلال أكثر من قرن ونصف؟
من المعروف أن المجتمعات العربية والاسلامية بل والشرقية عامة تولي أمر الشرف والعفة اهتماما كبيرا، والجميع يعلم أنهما مقياس احترام وتقدير الانسان في هذه المجتمعات، فإذا ما أراد شخص ما، النيل من أي خصم له وتحطيمه اجتماعيا، سارع للطعن في شرفه وعفة عائلته، إما علنا أمام الناس إن كان قويا قادرا، أو في السر تجنبا لعواقب الانتقام.
لذلك كان من الطبيعي أن تكون صورة هذه التهمة السيئة واضحة على لسان الحاقدين ومن تتعارض مصالحهم الدنيوية مع انتشار شريعة جديدة. لكننا لا نجدها تصدر من فئة أخرى تتروى وتحكم العقل وتضع الايمان ميزاناً لها. لكننا عندما نعلم أن الديانة البهائية ولدت من رحم الشريعة الاسلامية، وأنها امتداد لها ومكملة لما جاء في دين الاسلام من أحكام ونواه، نفهم أن الشريعة البهائية توافق وتتفق مع الشريعة الاسلامية في تحريم كافة المحرمات بتمامها كاملة لا نقص فيها، بل وتزيد عليها صراحة تحريم الاقتران بزوجة الأب التي لم يسبق أن حرمتها الشرائع السماوية السابقة بصريح العبارة، وبهذا تكون في الشريعة البهائية محرمات أكثر حتى من الشريعة الاسلامية التي تعتبر قمة الكمال في التشريع بالنسبة للشرائع السابقة لها.
ثم دعونا نتكلم بالعقل والمنطق السليم، ونرى أين يعيش البهائيون أفرادا وعوائل، ألا يسكنون بين بقية الناس، فكيف لا يطلع الجيران أو بقية الساكنين معهم في الشقق والعمارات على ما يحصل بينهم، إذا كانت هناك أفعالا ترتكب منافية للعفة والشرف؟ ألا يشاهدون ولو لمرة واحدة أمرا مريبا من خلال تصرفاتهم وحركاتهم وسكناتهم؟ هذا إذا لم ننس أن صنعة التلصص والمراقبة والفضول والتدخل في شؤون الآخرين سمة شرقية قديمة. ثم ألا يكون هناك نتائج ملموسة لمثل هذه الأمور التي يتهم بها البهائيون..؟ فإذا كان هناك فعل مناف للأخلاق، أفلا يسمع به الجيران أو يشعر به الأقرباء أو يشاهده الأهل؟ ألا يفضح ممارساتهم من ينتمي الى دينهم حديثا من بقية الأديان بعدما يكتشف خطأه وانخداعه؟ خاصة وأن هناك العديد من البهائيين من أصول إسلامية أو مسيحية شرقية تبقى علاقاتهم قائمة ومستمرة مع عوائلهم وأصولهم حتى بعد إيمانهم وأولادهم وبناتهم بالديانة البهائية. ألا يدل عدم ثبوت أي تهمة أخلاقية مزعومة، خلال أكثر من قرن ونصف بين العوائل البهائية المقيمة داخل المجتمعات الشرقية أو الغربية، على انتفائها وعدم وجودها، خاصة بوجود هذا الكم الهائل من رجال الدين والسياسية والأمة والمخابرات، وكذلك المنتفعين وعديمي الضمائر من المنتشرين بين شرائح المجتمع؟ فكيف لم يسمع أو يشاهد فرد واحد من كل هؤلاء بمثل هذه الأمور إن كانت موجودة؟ ولماذا لم تثبت تهمة واحدة من هذه التهم على فرد واحد من البهائيين في جميع المجتمعات العربية والاسلامية المحافظة؟ ألا يدل كل ذلك على أنها مجرد اتهامات باطلة تطلق لابعاد الناس عن هذا الدين العصري العظيم. ثم لماذا يسكت كل هؤلاء الناس على مثل هذه التهم، وماذا يدعوهم للصمت على مرتكبيها؟ كيف يسكت أقرباء وأهالي البهائيين من مسلمين ونصارى وغيرهما من مختلف الأديان والشرائع والعقائد، بل وحتى غير المتدينين منهم على أمر شائن مخجل كهذا؟ أليسوا مثل غيرهم من بقية أفراد المجتمعات يخضعون الى ذات العادات والتقاليد والأفكار الشرقية ولا يرتضون بمثل هذه الأفعال الشائنة بين ظهرانيهم؟
ثم إذا كانت قلة الأخلاق والأعمال الشائنة والتصرفات المريبة هي الهدف الخفي من ظهور الديانة البهائية، كما يدعي قليلو الضمائر. فلماذا ينحى البهائيون هذا المنحى ويلبسونها (إذا وجدت) لباس الدين والتقوى والشريعة الإلهية، ويقاسوا كل هذا الاضطهاد والتعسف؟ أليس من الأفضل لهم البقاء على أديانهم القديمة، وممارسة قلة الأخلاق، تجنباً لكل ما يوصمون به ويحاربون من أجله؟ فإذا كان هذا هو هدفهم المستور، فلماذا لم يضطر القائمون على إدارة بيوت الدعارة والمواخير والشقق المشبوهة في المجتمعات الشرقية الى تبني أسماء أو مسميات وعنوانين دينية لممارسة أعمالهم وترويجها وتمشية أمورهم؟ أليس لأنهم وجدوا السبيل الأول، أسلم من السبيل الثاني؟
ثم أن البهائيون أمة كغيرها من الأمم، تتشكل من عوائل وأفراد وربات بيوت وأطفال، فلماذا ينظر لهم بعين الاحترام والتقدير لسلوكهم الحسن بين بقية مجتمعات البشر، بينما يتهمون بأشنع التهم الأخلاقية في المجتمعات الاسلامية والعربية على الخصوص؟ ألا يدل ذلك على أن مسألة تباين الأفكار والعقائد هو أمر مرفوض ومستهجن في هذه المجتمعات؟ وأنها مجتمعات متجمدة واقفة ترفض حقوق الانسان وتضطهد حرية الفكر والعقيدة وكل ما هو جديد، وأنهم لم يجدوا سبيلا للنيل من هذه الفئة المغلوبة على أمرها، إلا بالافتراء والكذب وإطلاق التهم الباطلة تجاههم دون حسيب أو رقيب؟ ألا يعلمون أن هذا لا يرضي رب العالمين، وهو سبيل تردي المجتمعات مهما كانت قوية؟

هناك ١٢ تعليقًا:

Nesreen Akhtarkhavari يقول...

يعجبني منطقك وربطك بين واقع حياة البهائيين وعدم منطقية التُهم الموجهة ضدهم. أعتقد أن أغلبية الشعب العربي قادر على رؤية حقيقة الأمور بعيدا عن الشكوك التي يحاول البعض كما ذكرت، لغرض في نفسهم، زرعها في قلوب، الناس

غير معرف يقول...

اسمعوني جيدا إن كنتم مدهبا من مداهب الإسلام فإن آخر رسول هو سيدنا محمد صلعم وإن كنتم تزعمون أن لكم دينا جدبيدا يدعى البهائية فإن ىخر دين هو الإسلام وأنتم لستم إلا شرذمة الأمة التي لم تستطع أن تقوم بواجباتها الدينية فلجأت إلى الزعم بوجود دين جديد

غير معرف يقول...

ياعم ياللي بتهاجم وانت مش عارف والمصيبه الاكبر انك فاكر انك عارف
وعمال تكيل اتهامات يمين وشمال
هل تعرف شيئ وقرأت بنفسك عن التكاليف والواجبات الدينية بين العبد وربه في الدين البهائي
ياعم كفايه بقى راحه واصحى وفوق
الشمس طلعت وانت لسه مصر تغمض عنيك
افتحهم واقرأ واحكم بعقلك واستفتي قلبك
لانك حتلاقي وفي البهائيه فقط حتلاقي الحل لكل ما نعانيه كبشر في عالم اليوم وهذا الحل اساسه اتباع تعاليم واحكام اليه
ياريت قبل مانحكم نتحرى الحقيقة
ويارب تكشف الغطاء عن النيائمين

غير معرف يقول...

يا عم احنا مقولناش ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان متعلم و لكنه كان امي و هذه هي معجزته فلو كان متعلم لما القران معجزته و لكنه معجزته لانه امي لا يقرا و لا يكتب ( احمد عبد السلام )

غير معرف يقول...

ازيك يا نسرين هو البهائيه ليها اسامى لوحدها وانتو كتير
المهم
انتى معاكى ايه شهاده يعنى

maro يقول...

لما انتوا مقتنعيين قوى كده ان فى دين جديد وان فى نبى بعد سيدنا محمد (ص) ما تورونا حاجه من الى نزلت عليكوا انتوا لوحدكوا وملكوش دعوه بقى بالقران والى فى ..ولا انتوا عاملين لنفسكم مكس مم اديان اتقوا الله يا اعداء الله بسم الله الرحمن الرحيم (ان الدين عند الله الاسلام)؛(اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دين)صدق الله العظيم ؛؛؛يارب نفهم(ام على قلوبنا اقفالها)

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

الى كل من يبحث عن الحقيقة هل تريد ان تعرف الحقيقة من مصدرها؟؟؟
الحمد لله ان الكتب لم تعد حكرا مع ثورة العلم والتي اتاحت لنا الانترنت وبالتالي اصبحت المعلومة متاحة
لمن يريد ان يعرف هناك مجموعةالايات المنزلة على حضرة بهاء الله مظهر كلمة الله في عصرنا ويومنا الذي نعيشه متاحه على المكتبة البهائية العالمية وايضا هناك مجموعة من المواقع التى عليها بعض الايات مسجلة بالصوت لم يحب ان يسمع
والاجمل ان كلمة الله اليوم اصبحت للجميع لكافة البشر ولكن لمن يبحث ويريد فهل ياترى فعلا ان تريد ان تعرف حقيقة البهائية من مصدرها هذا موقع يتيح البحث في عدة مواقع بهائية اصيلية
http://www.bahai.com/arabic/Bahai_Sites.htm

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

1) لي سؤال بسيط مادام الموضوع بسيط هل تعلم لما تفضل الله سبحانه وتعالى على من أمنوا بالقرآن بالشهادة بـ لا اله الا الله وليس ب هو الله, رغم ان المعنى واحد

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

2) اما عن النفس فلقد علمتني البهائية عن النفس الأمارة بالسؤ انها تنزل صاحبها من مقامه النبيل الى اسفل المراتب.
فی مقام تنزّلاتها فی أسفل مراتب الشهوات الحيوانيّة و اشتغالها بزخارف الدنيا الدنيّة و شغفها فی مشتهياتها الخبيثة الفانية و انجمادها من برودة الامکان و انخمادها عن حرارة حبّ ربّها العزيز الوهّاب و سقوطها و هبوطها فی ورطة الضلال و غلوّها و انهماکها فی المنکر و الطغيان فاعتبرت بنفس أمّارة کما قال و قوله الحقّ "انّ النفس لامّارة بالسوء الّا ما رحم ربّی"

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

3) هل ايمان الرسل بالرسالات السابقة يعني عدم اتيانهم برسالات جديدة فكيف اتت كل الرسالت من ادم الى يومنا.
4) اما عن ختم الرسالات وانقطاع الوحي بيننا وبين الله بصعود مظاهر امره وتركها لهذا العالم الفاني وانطلاق ارواحها الى بارئها بعد تخلصها من قمص الأجساد فكل الرسل تفضلوا بهذا وهو امر يقره حضرة بهاء الله
* (إني أرفع الى السماء يدي وأقول حي أنا الى الأبد). التوراة/تثنية ص 32/40.
* (أنا هو الألف والياء، الأول والآخر).
* (أنا هو الألف والياء البداية والنهاية). انجيل / يوحنا / ص21 / اصحاح 6.
* (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين). قرآن كريم/الاحزاب/40.
بل ان هناك من اآيات الدالة على ابدية الشريعة في كل الرسالات

* اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل اسرائيل الفرائض والأحكام). التوراة / ملاخي / ص4/اصحاح 4
* (السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول). انجيل متى/ص24/اصحاح 35.
* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). قرآن كريم/المائدة/3.
فالمتفكرون سيعلمون لماذا لم تتوقف رسالات الله رغما من هذه الآيات!!!!

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

5) اما عن العمالة وغيرها لجهات اخرى فلقد تم الرد عليه ويمكنك مراجعته خاصة ونه يبدو اهتمامك بالقراءه والتي اتمنى الا تكون كقراءات علماء المسيحية بالفرقان الكريم واتمنى ان تكون مثل استماع النجاشي لآيات القران عندما حاول القريشون استعادة المسملمين الذين لاذوا بالحبشة خوفوا من بطش الجهله الظالمين. فقال النجاشي بعدما بكى اليست هذه الكلمات من نفس المصدر الذي اتي منه الأنجيل, نعود لموضوع العمالة والذي يتكرر ولكن يختلف باختلاف العدو فاذا كان العدو روسيا فهي عمالة لروسيا واذا كانت بريطانيا العظمى فالعمالة للانجليز واذا كان العدو اسرائيل فالعماله لليهود. فكر المؤامرة وتعليق الأخطاء على شماعات الغير. ان ماتؤمن به من دين اعظم من ان تخشى عليه من بشر لان كلمات اله تنفذ وتستقر وتؤدي دورها مهما عاند البشر فلا تخشى على دينك ولا ترتعد فرائصك فان الحق اظهر من الشمس لمن لا يختبئ في جحر تحت الأرض.

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

6) اما عن تهديدك من محاولات التزوير فلتعلم ان من يتيقن بمعتقد لا يخشى الا صاحبه ولا يحتج الا به. ولولا ان حضرة بهاء الله علمنى ان احب كل خلق الله حتى اجهلهم كما علمنى الصبر على جهلهم لانهم لايعلمون لكنت مثل من يسبون ويكلون السباب بالسباب.
هو الله
يا حَبيبيَ العَزِيز، تَوَكَّـلْ عَلى فَضْـلِ مَولاكَ ولا تَحزَنْ مِنْ شَيءٍ وكُن في جَمِيعِ الأمُورِ صَبُوراً وَقُوراً شَكُوراً سكُوناً بَرّاً رَؤوفاً هَضُوماً كُظوماً لأِنَّ شَأنَ المُـقَرَّبِينَ هذا وَمَهْما تَسْمَعُ مِنْ أقوالٍ مُخْتَلِفَةٍ مُتَخالِفَةٍ أنْصِتْ وَلا تُجِبْ إلاّ بِما يُلهِمُكَ الّلهُ مِنْ كَلامٍ رَقيقٍ يَدُلُّ عَلى فَرْطِ اِنْكِسارِكَ اِلى الّلهِ وَشَغَفِكَ بِذِكْرِ الّلهِ واِشْمِئزازِكَ مِنْ كُلِّ كَلامٍ يَتَعَلَّقُ بِاموُرِ الدُّنْيا بَلْ إنَّكَ راضٍ مِنْ كُلِّ الاَحِبّاءِ لِنِسْبَتِهِمْ إلى اللّهِ وَلا تُحِبُّ أنْ تَسْمَعَ مِنْهُمْ إلاّ كَلاماً يَدُلُّ عَلى كَمالِهِمْ وَما عَدَا ذلِكَ إنَّ اُذُنَكَ لا تَسْمَعُ وَلا تَحُبُّ اِسَتِماعَهُ. هذا ما يُـقَرِّبُكَ إلَى الّلهِ وَيَجْعَلُ تِجارَتَكَ رابِحَةً. إيّاكَ إيّاكَ أنْ تحْـزَنَ مِنْ شَيءّ لأنَّ الحُزْنَ يَخْمُدُ حَرارَةَ مَحَبَّتَكَ بَلْ كُنْ فَرِحاً بِما اَتاكَ الّلهُ مِنْ حُبِّهِ وَمَعْرِفَتِهِ وَسَوفَ َيفْـتَحُ عَلَيْكَ بابَ البَرَكَةِ مِنْ جَميعِ الجِهاتِ وَعَلَيْـكَ التَّحِـيَّـةُ وَالثَّـناءُ.