المشاركات الشائعة

الجمعة، أكتوبر ٣٠، ٢٠٠٩

هل نواجه في عالمنا الحالي خطر انهيار الحضارة

هل لا يزال ضرورياً لافتتاح عهد جديد منور فريد في تاريخ العالم حلول مصيبة دهماء تصيب مصالح البشر لا تعيد فحسب بل تفوق مأساة انهيار صرح المدنية الروماني في القرون الأولى للعهد المسيحي؟ (شوق أفندي، الكشف عن المدنية الإلهية، طبعة مصر، ص 65)

هل نواجه في عالمنا الحالي خطر انهيار الحضارة

"سوف تتحد كافة الأمم والقبائل وتصبح أمة واحدة. وتندثر المنازعات الدينية والعرقية وتتوقف المشاحنات بين الأجناس والشعوب. ويتمسك كل الناس بدين واحد واعتقاد واحد ويتّحدون في جنس واحد ويصبحون شعبًا واحدًا. فيسكن الكل في وطن واحد هو هذا الكوكب نفسه." ع.ع.

كما تعلمون أن الحضارة الرومانية احتاجت 400 سنة لكي تنهار. لكنها لم تنتهي بحدث سريع، فقد أصابها الهبوط وظهرت فيها التصدعات وبعد ذلك تجزأ الكيان بشكل متسارع.

اما في وقتنا الحالي فقد أشار شوقي أفندي إلى مظاهر الهبوط والانحدار في الوقت الحالي بأنه سيؤدي إلى انهيار الحضارة، وفي هذه الحالة لا يكون الأمر فقط في جزء واحد من العالم كما حدث في روما ابان انهيار الحضارة الرومانية ولكن سيكون على مستوى العالم.

هناك الكثير من الكتاب الذين تناولوا هذا الموضوع امثال جيبون Gibbon و سبينجلر Spengler. ولكننا سنتناول رأي إثنين من الكتاب المعاصرين. هما كينيث كلارك Kenneth Clark و رادضاكريشنان Radha Krishnan ,

كتب كينيث كلارك Kenneth Clark كتاباً بعنوان "الحضارة" وأشار إلى الحضارة ككيان يولد في أزمان مختلفة من التاريخ، وقال أن طبيعة الحضارة بالرغم مما تبدو عليه من تعقيد وصلابة إلا أنها في الحقيقة هشة للغاية, نتذكر كم كان مدى هشاشة الحضارة (بالرغم من أن ذلك كان طبعاً أمراً مؤقتاً) عندما ضرب إعصار كاترينا لنيو أورليانز New Orleans .

ويقول كلارك أن انهيار الحضارة الرومانية كان بسبب عدد من العوامل: ظهور الخوف، الخوف من المجهول، بما في ذلك الخوف من القوى فوق الطبيعية الغامضة؛ ونقص الثقة في المجتمع، في الفلسفة، وفي القوانين وفي التفكر العقلي للنفس، وفي هبوط وانحدار السلوك، ليس بمعنى الانغماس في الأمور الإباحية والأمور غير الأخلاقية، ولكن بمعنى فقدان الطاقة والعزيمة.

اما كتبها رادضاكريشنان Radha Krishnan وهو فيلسوف هندي ونائب رئيس سابق للهند والذي كتب أكثر الكتب إمتاعاً "الأديان الشرقية والفكر الغربي" Eastern religions and Western Thought فقدم دراسة ملفتة جداً عن الحضارة .

وفي الكتاب نظر المؤلف كشخص غير مسيحي إلى تلك الحقبة من التاريخ التي انهارت فيها الإمبراطورية الرومانية وفي النهاية نهضت وارتفعت الحضارة المسيحية.

فأنه نسب انهيار الحضارة الرومانية إلى مجموعة من الأسباب: الطمع والفساد, كما يشير إلى ظهور ونمو الغنى الفاحش والفقر المدقع الذي أفقد المجتمع توازنه، وهو مفهوم مثير جداً تمت صياغته بتعبير دقيق. واختصر ما حدث وذكر أنها كانت فترة فوضى وانهيار الحياة الفكرية الأرقى، وانحطاط السلوك والفكر، فترة فشلت فيها الفلسفة وتراجع الأدب، وأصبح فيها الدين جامداً تسيطر عليه الخرافات.

هناك ١٠ تعليقات:

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

نعود لتسائلنا هل نعاني نحن اليوم في عالمنا نفس مظاهرانهيار الحضارة الرومانية ونواجه خطر انهيار الحضارة

نرى اليوم اليأس في البحث عن الحقيقة والمغزى من الحياة. وهو يأخذ أشكالا متنوعة بإتباع مجموعة من البدائل عن الدين الحقيقي. فعلى سبيل المثال، أعتقد أن ظهور التطرف الديني والاستبداد من قبل قادة الأديان هو دليل على هبوط وانحدار الدين الحقيقي.
يشير شوقي أفندي في "قد أتى اليوم الموعود" إلى سقوط الأديان، وفقدانها للقوة والتأثير. كيف يمكن أن نقيم ذلك حسب معطيات وأحداث الوقت الحاضر التي يبدو أنها تشير إلى العكس من ذلك تماماً، فالأديان، قد انتعشت ظاهريا في العديد من الدول في العالم؟ أنا أرى ذلك كدليل على سقوطها وليس على ارتفاعها. فالقادة الدينيون تخلوا عن التأثير الروحي من أجل ممارسة السلطة البحتة، وغالباً بشكل وحشي وقاسٍ لكي يحافظوا على مراكزهم وسلطتهم.
إن التطرف الديني سواء أكان مسيحياً أو إسلامياً أو يهودياً أو هندوسياً أو بوذياً يمثل هبوطاً وانحداراً للدين الحقيقي وبداية للظلم. الذي يظهر بأشكار متعددة كمشاعر الكره والأنغماس فيما يهدم الأرواح وعبادة الأصنام.

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

إن اختمار مشاعر الكره والانقسام في العالم، أراه شخصياً مثالاً على هذا الظلم, كمحاولة تحديد مجموعة خارجية معينة يتم تفريغ كامل الإحباطات والغضب والبغض عليها كجزء من عملية تحقيق سلام ورضا داخليين. وشكل آخر للظلم أراه في محاولة البحث عن حلول مفيدة فورية لحالة الإحساس بالجوع العاطفي ، والإحساس بشيء مفقود في الحياة... مع مرور السنوات، ويترجم ذلك إلى البحث عن حل فوري ،للاشباع العاطفي والأحساس بالافتقاد الأمر الذي بطبيعة الحال يمكن أن يؤدي إلى انهيار الزواج والمجتمع بشكل عام.

إن الانغماس في سلوك متطرف لملء فراغ روحي، وربما إدمان الكحول، وتعاطي المخدرات أو الانغماس في الممارسات الإباحية، أو حتى السعي إلى المخاطر في الرياضات الغير تقليدية، ما يجمع ما بين هذه جميعاً هو ظلم روح تسعى للمغزى وتبحث عن الحقيقة، تماماً كما يصف حضرة بهاءالله في كتاب الإيقان. هذه الروح منقادة بيأس هذا البحث لتصبح متورطة في أمور نعلم أنها هدامة وغير مجدية كما أنها لا تلبي ذلك الاحتياج.

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

شكل آخر من أشكال الظلم هو عبادة الأصنام. هذه الأصنام ليست من الحجر أو الخشب أو المعدن، ولكنها أصنام سياسية، أصنام ترفيهية، أصنام رياضية.
فعلى سبيل المثال المشاعر التي انطلقت في العالم في الأيام الأخيرة بوفاة مايكل جاكسون. الكثير مما يقال له صبغة شبه دينية: "مايكل لم يمت، مايكل لا يزال حياً، مايكل سيبقى حياً بفنه وموسيقاه." يتجمع المعجبون والمحبون خارج بوابات مزرعة نفرلاند (Neverland Ranch)، يضعون الأزهار هناك، يذهب 17000 شخص إلى الاستاد لإحياء ذكراه في حفل كبير. سيكون مثل إلفيس بريسلي (Elvis Presley)، حيث تقوم المعجبون بالحج إلى تينيسي (Tennessee) مرة في كل عام، وهكذا.
أما الأصنام السياسية، فالمشاعر شبه الدينية التي يتم بها تعظيم القادة السياسيين ذوو التأثير الكبير على الجماهير عند وصولهم للسلطة كمخلصين للبشرية من ألامها، ثم يحدث العكس لاحقاً.
أيضاً، عبادة الأصنام الرياضية بتكريس وتبجيل خاص يمارس، في العادة، في العبادات الدينية.

كما أن الانغماس في المعتقدات والنظريات اللامنطقية يمثل عنصراً آخر من هذا الظلم.

بعبادة الأصنام، يمكن بطبيعة الحال وبكل راحة ورضا أن ننظر بعطف وشفقة على السلوك الظاهر ولكن يمكن أيضاً أن نرى فيه يأس البحث. انهم أشخاص مثلي ومثلكم يبحثون عن شيء يستطيعون أن يكرسوا له أعمق مشاعرهم، شيء يتجاوز ذواتهم، منقادين بمشاعر لا يمكن في النهاية إرضاءها إلا من خلال الدين الحقيقي.

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

ما هو السبب الأساسي؟ لماذا حدث كل هذا؟ من أين أتى كل ذلك؟ هنالك العديد من الأسباب، وهناك تحليلات ممتازة تم نشرها ضمن مؤلفات المجتمع المعاصر والتي تحاول تتبع جذور وبدايات الأزمات والاضطرابات في العالم. بشكل عام، هي دراسات جيدة جداً: فهي توسع الآفاق، وتتسم بالتحليل الجيد، وشاملة لمختلف الزوايا، ولكنها تترك السؤال دون إجابة "من أين أتى كل ذلك." انها نفس طريقة معاملتنا للأطفال عندما يسألون: "من خلقني؟" نجيب: " الله" – "ومن خلق الله؟" – نجيب "أذهب بعيداً عني."
عالج حضرة بهاءالله هذا السؤال الهام، وهذا السؤال الأساسي حول المجتمع الإنساني حيث يشير إلى ان السبب الأساسي لهبوط وانحدار العالم أنه عدم اتباع الدين الحقيقي. إذ يتفضل قائلاً:
الدين هو النور المبين والحصن المتين لحفظ أهل العالم وراحتهم... فلو احتجب سراج الدين لتطرق الهرج والمرج وامتنع نير العدل والإنصاف عن الإشراق وشمس الأمن والاطمئنان عن الأنوار." (مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله، طبع دار النشر في بلجيكا، 1980، لوح الإشراقات، ص 23 – 24)

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

نعود للسؤال هل نواجه نحن في عالمنا اليوم خطر انهيار الحضارة بعدم اتباع الدين الحقيقي

خلال العشرين سنة الفائتة يبدو لي أن جموع البشر قد أدركت، بشكل عام، أن الأمور لا تسير على أفضل ما يكون بظهور بعض المشاكل الكبيرة جداً والملحة والمنذرة بآثار وخيمة.

وأعتقد أنه إذا ما تحدثت مع المراقب العادي للمشهد العالمي، سيقول/تقول لك: "هنالك أمران يحدثان في نفس الوقت، الانحدار، والنمو."
بطبيعة الحال إن ردة الفعل التقليدية على عملية الانحطاط هذه والتي تظهر بشكل متزايد في العالم في الوقت الحاضر تأخذ أشكالاً مختلفة.
معظم الناس يتوقعون بل بحدوهم الأمل أن يكون هذا الوضع فقط مؤقتاً : "الأمور ليست جيدة في هذه اللحظة...من الناحية المالية مع ظهور الأزمة،.....التقلبات السياسية، .....في إفريقيا أو آسيا،.... أو أمريكا الجنوبية أو الوسطى، أو في دول أخرى،.... ولكن مع القليل من حسن الحظ سيتحسن الوضع وسنعود إلى ما كنا عليه سابقاً، كمجتمعات مستقرة."
هنالك توقع عام بأن هذا الهبوط سيكون مؤقتاً. وتقريباً على مستوى العالم، يتم التقليل من المدى الذي سيصل إليه هذا الانحدار، وهناك عدم تقبل للشدة التي يمكن أن يكون بها .
هنالك جهل عام بالسبب الأساسي، فالناس تميل إلى أن تنسب السبب لما نصفه نحن بالعلامات والظواهر: تغييرات سياسية، ارتفاع نسبة التعليم، تحفز وحركة بعض الأقليات ، تحرر المرأة، وهكذا. ومعظم الناس يتوقعون، في الواقع يحدوهم الأمل، أن يظهر حل ما يزيل هذه الأزمات، ويزيل كافة هذه الغيوم، وتستمر البشرية بطريقة سلمية وبشكل توافقي متناغم باتجاه مستقبلها.

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

من الواضح لي أن عملية الهبوط والانحدار في العالم ستستمر لفترة طويلة. لا توجد فترة زمنية محددة لذلك، ولكن يمكن أن تكون عقوداً أو، في الواقع، قروناً من الزمن. وخلال تلك الفترة ستكون حدة تفكك المجتمع، والأزمات التي ستصيب البشرية، بدرجة ومقدار ولفترة تتجاوز إلى أبعد الحدود ما يمكننا إداركه أو تصوره في الوقت الحاضر. ومع استمرارها، نتوقع تماماً مختلف ردود الأفعال من الناس المحيطين بنا.
أولاً سيكون هناك النكران: "أنت تعلم أنه ليس بالسوء الذي تصفه، لا تكن متشائما، فالأمور في طريقها إلى التحسن."
هذا النكران سيقود في النهاية إلى البحث عن كبش فداء للمشكلة: "ذاك الأمر هو السبب. .....
يمكن أن تكون مجموعة أقلية معينة،.... يمكن أن يكونوا الغجر الرومانيون في شمال إيرلندا هم الذين يؤثرون على المجتمع، ......يمكن أن يكونوا اليهود في الشرق الأوسط، أو يمكن أن يكونوا أي أقلية في جزء آخر من العالم".
أيضاً، إنتشار التعليم يمكن أن يكون عذراً جاذباً: " الناس يذهبون إلى المدارس،..... يتعلمون كل أنواع الأفكار المجنونة ويعودون ويعيثون فساداً في المجتمع."

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

اما تحرر المرأة فهو كبش فداء مغري: "إذا مكثت المرأة في المنزل، سيكون الأطفال أكثر استقراراً وسيتصرفون بشكل أكثر تهذيباً، وستكون هناك وظائف أكثر متاحة للرجال، والأمور ستكون كما كنا في أيام الاستقرار في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الفائت. "
أعتقد أن هذا سيؤدي إلى التقلب في البحث عن حلول متطرفة: " شيئ ما لا يسير على ما يرام بشكل خطير، يجب أن نجد الحل، هل هو هذا الأمر أم ذاك؟" سيتم اعتماد حلول متطرفة وسيتم نبذها لاحقاً،
ونحن نرى بعض شواهد هذا الأمر في العملية السياسية في الوقت الحاضر في عدد من الدول، بحقيقة أن نتائج الانتخابات تنتقل بقوة من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين. عندما يتم انتخاب أي شخص، يخيب أمل الناس، وحتى في بعض الحالات يقصونه عن السلطة قبل نهاية فترته. في حالات أخرى، يحتملونه ولكن لاحقاً ينتخبون شخص آخر من التكتل الآخر على الطرف الآخر من النقيض.
سيؤدي هذا إلى مزيد من فقدان الأمل في البحث وفي النهاية إلى اليأس والشعور بالعجز عن التخطيط طويل الأمد: "ما فائدة أي شيء؟ لماذا المحاولة؟"
تفضل شوقي أفندي في موقع مشيراً إلى عملية الهبوط والانحطاط قائلاً إن نتيجته النهائية هي"الهمجية، الفوضى، والزوال".

Tears يقول...

رايت المدونة صدفة....كل سنة و كل اخواتنا فى الوطن البهائيين بخير و سلام

بهائي وصانع سلام عالمي يقول...

اهلا وسهلا بك
وكل عام وانت بخير وسلام وياريت تخبري رايك بالموضوع