المشاركات الشائعة

الأربعاء، مايو ٠٦، ٢٠٠٩

الامل في وجود المدينة الافلاطونية بالمبادئ البهائية

فأنّى لأتباع حضرة بهاءالله العمل داخل إطار كهذا؟ وكيف يمكنهم المساهمة في السياسة مع الحفاظ والولاء لما أتى به حضرته من مبادئ عليا، مبادئ عالمية الجنس البشري ووحدته، الصدق والأمانة، الاستقامة والنزاهة والمحبة والألفة؟ كل هذه تتعارض مع ما تسير عليه النظم السياسية اليوم.

فهل من بارقة امل في عالم قد تصدع هيكل نُظُمه السياسية والاجتماعية، واستوحشت إحساساته، وتطرّق الجمود إلى نُظُمه الدينية بحيث فقدت خصائصها وكمالاتها .

الامل في أداة الشفاء التي هي تعاليم ونظم حضرة بهاء الله والذي يحوي القدرة النافخة بروح النهضة والحياة، وحيث نرى قوة التماسك الشديدة تأخذ طريقها إلى التشكل في قالب أنظمة تحشد الآن قواها للتمهيد لنصر روحاني وخلاص للبشر خلاصًا تامًا كاملاً.

هنا علينا ان نستعرض نقطة هامة أن دينًا تأسست نظمه الإلهية في قلب ما لا يقل عن 330 قطرًا وجزيرة ومحمية مختلفة تتصادم سياسة حكوماتها وتتعارض مصالحها باستمرار، ويزداد ارتباكها يومًا بعد آخر، وإنه إذا جاز لأتباعه سواء أكانوا أفرادًا أو هيئات أن يتدخلوا في المسائل السياسية، كيف يمكنه الاحتفاظ بسلامة تعاليمه وحماية وحدة أتباعه، وكيف يمكن له ضمان تقدّم نظمه المترامية بمثل هذا التقدم السلمي الثابت القوي؟ كيف يمكن لدين امتدت فروعه بحيث وضعته موضع الاحتكاك بالنظم الدينية المتعارضة باستمرار، واحتكاك بالفرق والعقائد، فإذا كان يسمح لأتباعه بالاندماج في الطقوس والمبادئ العتيقة، كيف يستطيع الاحتفاظ بحيويته في دعوته الصريحة للولاء والصفاء، والتي يوجهها للذين قد يضمهم إلى حظيرته ونظامه المقدس؟ ثم كيف يمكنه تفادي الاحتكاك المتواصل وسوء الفهم والتعارض الذي يحدثه بالتأكيد مبدأ الانتماء إلى بيئة خاصة وهو المبدأ الذي يتعارض مع عمومية الهيئة الاجتماعية؟

ليست هناك تعليقات: