المشاركات الشائعة

السبت، مايو ٠٥، ٢٠٠٧

حقائق عن البهائية الكتاب التاني بقلم بهائي عربي (1).حقائق الهيه

المقــدمـــة

تطالعنا بين حين وآخر بعض الصحف والمجلات العربية بمواضيع تتطرق إلى الديانة البهائية، حيث يتعرض بعض الكتّاب والصحفيين إلى ما يشوّه ويخالف حقيقة هذه الديانة المقدسة، غير مطّلعين على حقيقة تعاليمها وأصولها، ومبتعدين عن آثارها وأدبياتها مجانبين أصول البحث والتحقيق، مما أدى بهم إلى إصدار أحكام بعيدة عن الصواب. ربما يكون غرض هؤلاء غرضا شخصيا، أو مدفوعين من قبل جهات تتسم بالجهل والغفلة، غايتهم من ذلك إطفاء شعلة هذا الدين الجديد (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(1)، وليس هذا بجديد على تاريخ البشرية، فلقد تعرضت الديانات السابقة إلى مثل هذه الافتراءات والتهم الباطلة من قبل الذين (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ)(2). ولا يمكننا أن نذكر تاريخ هذه الديانات في هذه السطور القليلة، فهي لا تخفى على كل مطّلع لبيب. وقد خابت وخبت كل تلك المحاولات وظل نور الله شمساً ساطعة تضيء دروب المؤمنين.
كان حريّ بالذين عارضوا وتعرضوا للديانة البهائية أن يطّلعوا على تعاليمها، ومن ثم يصدرون أحكامهم استنادا إلى الحكم الواضح المنصوص (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(3).
كان لابد لنا أن نستشهد بهاتين الآيتين الكريمتين. إذ أن الذين عارضوا سيدنا محمد(ص) كانوا من اقرب الناس إليه، لأنه جاءهم بأحكام وشرائع جديدة مما لا تشتهي أنفسهم (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)(4)، وخالفت كل معتقداتهم السائدة آنذاك، رغم انها جاءتهم بكل ما ينفعهم ويهديهم إلى سواء السبيل، ومع كل تلك الاعتراضات والمعارضات بقي الرسول الكريم(ص) راسخاً ثابتاً في عقيدته حتى دانت له رقاب العظماء.
وهكذا فلكل ديانة جديدة دور جديد يختلف في المظهر وليس في الجوهر عن الديانة السابقة. فتجد أكثر الناس في غفلة إلا من رحم ربي (وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون)(5).
ومن التهم والافتراءات العديدة التي نسبت إلى الديانة البهائية، جمعنا هذه المجموعة المختصرة - وكان المفروض جمع المديح والإطراء والثناء بدلاً عنها - لما تحتويه من أحكام وتعاليم وقوانين وفروض ومبادئ تتناسب مع حالة المجتمعات البشرية في هذا العصر، وتعتبر الدواء الناجع لجميع مشاكلها ومصائبها وآلامها بدون استثناء، لأنها من صنع عالم حكيم خبير.
وبالمناسبة يحضرنا برهان لحضرة عبدالبهاء "المُبيّن والمُفسّر الوحيد" لتعاليم والده حضرة بهاءالله مؤسس الديانة البهائية، حيث يتفضل قائلا ما معناه: من غير المعقول أن يسأل من يريد الاستفسار عن حقيقة الديانة المسيحية رجلاً يهودياً، أو يسأل من يريد الاستفسار عن حقيقة الديانة الإسلامية شخصاً مسيحياً. فمن المنطق، أن يسأل الأول مسيحياً، والثاني مسلماً، وهكذا... فمن يريد معرفة حقيقة الديانة البهائية، عليه أن يسأل بهائياً.
1 - سورة التوبة (32). 2 - سورة البقرة (7). 3 - سورة الحجرات (6) 4 - سورة البقرة (87).5 - سورة يونس (92).

ليست هناك تعليقات: